"الوقود الرخيص" يتسبب بوفيات وكوارث صحية بالمناطق المحررة  - It's Over 9000!

"الوقود الرخيص" يتسبب بوفيات وكوارث صحية بالمناطق المحررة 

بلدي نيوز (أحمد العلي - صالح الضحيك)
يخيم الدخان الكثيف ورائحة البلاستيك المحترق والألبسة المستعملة في أجواء المناطق المحررة، لاسيما مدن حمص وحماة وإدلب، فمع حلول فصل الشتاء واشتداد البرد يبدأ الناس في البحث عن طرق للتدفئة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها عموم البلاد، بسبب الحرب الدائرة والغلاء في أسعار المحروقات.
وبات هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على الصحة، ومن الممكن أن يؤدي للوفاة، لاسيما عبر طرق التدفئة التي يستخدمها الناس والتي تعتمد على استعمال مدافئ الحطب والفحم والكاز، وآخرها ألبسة "البالة" لتدني أسعارها، إذ يحتاج المواطن حوالي 1000 ليرة سورية لتدفئته ثلاثة أيام بينما يحتاج حوالي 80000 ل.س للمدة نفسها بوسائل التدفئة التقليدية.

وزادت في الآونة الأخيرة تحذيرات الجهات الصحية من الاستخدام الخاطئ للتدفئة، لما في ذلك من مخاطر واضحة مثل الحريق، ولما للتدفئة الخاطئة من أخطار على الصحة بسبب استنشاق المواد المتبخرة الضارة والدخان الذي قد ينتج عن عملية الحرق.
ففي ريف حمص الشمالي، سجل في الأيام القليلة الماضية انتشار أمراض صدرية عند الأطفال تحت سن العام الواحد بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ المشافي الميدانية بالمراجعين، وفي هذا الخصوص أصدر مشفى تلبيسة المركزي بياناً توضيحياً بشأن انتشار المرض.
وتحدث البيان عن أسباب انتشار تلك الأمراض، وتحديدا الانفلونزا الموسمية، مؤكدا أن عدم توافر عوامل التدفئة في المنازل والمدارس دفع الأهالي لاستخدام وسائل غير صحية للتدفئة، مثل مشتقات المواد البلاستيكية، والتي تفاقم وتزيد الحالة سوءا.
وقد استقبل مشفى تلبيسة المركزي عددا من الأطفال أربعة منهم بحالات موت مفاجئ، مع حالات صحية جيدة قبل الوفاة ولا تزال هذه الحالات الأربع قيد الدراسة لمعرفة الأسباب واتخاذ التدابير اللازمة.
كما انتشرت بعض حالات التهاب السحايا، حيث شخصت خمس حالات تم قبولها ومعالجتها.
انتشار هذه الحالات، والتضخيم الإعلامي أدى إلى حدوث حالة من الذعر لدى الأهالي، مما زاد عدد المراجعين للمشفى بقسم العيادات الخارجية بشكل كبير جدا، ما دفع إدارة المستشفى إلى تحويل قسم استشفاء الرجال والنساء إلى استشفاء أطفال لاستيعاب الأعداد الكبيرة.
وبهذا الخصوص، قال طبيب الأطفال في مشفى تلبيسة المركزي لبلدي نيوز: "استقبل مشفى تلبيسة المركزي حوالي 250 حالة مصابة بضيق تنفس والتهابات طرق تنفسية علوية، مع حالات من الإنفلونزا الموسمية، بسبب التقلبات الجوية واستعمال المدنيين لمواد بلاستيكية للتدفئة التي زادت من هذه الحالات سوءا".
وأضاف الطبيب أن "انتشار الأخبار بشأن هذا المرض بين المدنيين أدى لتخوف كبير وزيادة عدد المراجعين للمشفى وقد تم قبول 250 حالة للمشفى وتحويل قسم استشفاء الرجال وقسم استشفاء النساء إلى استشفاء أطفال لاستيعاب الأعداد الكبيرة أثناء العلاج لأن مشفى تلبيسة المركزي لا يوجد به التجهيزات لاستقبال هذا العدد الكبير من المصابين".
بدوره، "محمد جلال" وهو مواطن نازح في بلدة ترمانين بريف إدلب قال لبلدي نيوز: "الناس في إدلب لم تترك شيئاً يستخدم للتدفئة إلا وأشعلته للحصول على الدفء، وكان آخرها استخدام الألبسة المستعملة بسبب غلاء مادة المازوت في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية وانعدام فرص العمل، كما تحتاج العائلة مبالغ كبيرة يصعب تأمينها".
وأضاف محمد: "لا تكاد تمشي في منطقة إلا والدخان يملؤها بسبب مواد التدفئة الجديدة التي يشعلونها وهذا ما يسبب ضرراً كبيراً على الصحة، وخاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون من مشاكل التنفس وحالات الربو والاختناق بسبب الاستخدام الكبير لمدافئ الحطب والألبسة القطنية والنايلون".
الجدير بالذكر أن حالات وفاة عديدة حصلت في مخيمات اللجوء بسبب استخدام مواد التدفئة البديلة الرخيصة.

مقالات ذات صلة

"داخلية تصريف الأعمال" تفتتح باب الانتساب للشرطة والأمن

"السورية لحقوق الإنسان": النظام يعتقل الشبان على الحواجز لتجنيدهم بمعارك شمال ووسط سوريا

جيش النظام يبرر انسحابه بأنه "حفاظاً على أرواح المدنيين في مدينة حماة"

آخر تطورات عملية "ردع العدوان" في سوريا

هجوم مسلح على حاجز عسكري للنظام في ريف حمص الشمالي

تطورات "ردع العدوان "في يومها السابع

//